
قبل أن تنشئ إعلانك القادم… اقرأ هذا أولًا
هل سبق لك أن أنشأت إعلانًا مدفوعًا لكورسك، وانتظرت النتائج، لكنك لم تحصد شيئًا سوى صمت مطبق؟ لا نقرات، لا رسائل، ولا حتى تفاعل يُذكر؟
إذا كان الأمر كذلك، فأنت لست وحدك
كثير من صانعي المحتوى الرقمي يعانون من المشكلة ذاتها. والسبب ليس دائمًا في جودة الكورس، بل في شيء أعمق: طريقة التفكير في الإعلان نفسه
قبل أن تكتب إعلانك التالي أو تستثمر ريالًا آخر، هذه المقالة ستكشف لك الأسس الحقيقية للإعلان الناجح، وستغيّر الطريقة التي تنظر بها إلى الترويج الرقمي
الإعلان لا يبيع، بل يُثير الفضول
أحد أكبر المفاهيم الخاطئة في عالم تسويق الكورسات هو الاعتقاد بأن الإعلان مسؤول عن البيع المباشر.
لكن الحقيقة هي: الإعلان لا يبيع، الإعلان يوقظ الفضول.
مهمته الأولى أن يلفت الانتباه، يخلق تساؤلًا، ويدفع العميل خطوة صغيرة نحوك.
وإذا قفزت مباشرة إلى البيع دون المرور بمراحل بناء الثقة، فالإعلان سيفشل مهما كان تصميمه رائعًا.
:مراحل القرار لدى عميل الكورسات
أي عميل يقرر شراء كورس يمر عبر مراحل نفسية متسلسلة
أولا: لا يعرفك أصلًا
ثانيا: يعرفك لكن لا يهتم
ثالثا: مهتم لكن غير مقتنع بالشراء
رابعا: مقتنع لكنه متردد
خامسا: يقارن بينك وبين الآخرين
سادسا: جاهز للشراء، لكنه ينتظر محفزًا
سابعا: يشتري
معظم الإعلانات تفشل لأنها تحاول نقل العميل من المرحلة (1) إلى (7) دفعة واحدة. وهذا غير منطقي.
ابدأ دائمًا من حيث يقف العميل الآن، لا من حيث تتمنى أن يصل.
ثلاثة أسئلة تحدد جودة إعلانك
:قبل أن تكتب كلمة واحدة في إعلانك، اسأل نفسك
أولا: من هو العميل المثالي لك؟
- كم عمره؟
- ما هي مشكلته الرئيسية التي يحلّها الكورس؟
- ما الذي يؤرقه فعلًا لدرجة أنه يتمنى حله الآن؟
ثانيا: ما هو التحول الحقيقي الذي يقدمه الكورس؟
- لا تتحدث عن عدد الدروس أو الساعات.
- بل صف كيف ستتغير حياة العميل بعد تطبيق ما يتعلمه.
ثالثا:لماذا يشتري منك أنت تحديدًا؟
هل لديك تجربة فريدة؟
هل تقدم نتائج ملموسة؟
هل طريقتك في الشرح مختلفة؟
هل شهادات العملاء تثبت جدارتك؟
الإجابة الصادقة على هذه الأسئلة تصنع محتوى إعلانيًا لا يُقاوم-
مكونات الإعلان الناجح
الإعلان المؤثر يحتوي على عناصر محددة تكررت في آلاف الحملات الناجحة
:العنوان اللافت
يجب أن يتوقف القارئ عنده فورًا.
مثال: "إذا كنت تبيع كورسات ولم تحقق 10 مبيعات حتى الآن، فاقرأ هذا…"
: المشكلة
استخدم لغة بسيطة واقعية تصف ألم العميل بدقة.
: القصة
اشْرح كيف كنت في نفس مكان العميل. قصص التحوّل الشخصي تُلهب المشاعر.
:الحل
قدم ما تبيعه كأداة تغيير حقيقية، وليس كمنتج أكاديمي.
:الدعوة إلى الإجراء (CTA)
وضّح الخطوة التالية. مثال:
"أرسل كلمة (ابدأ) في الخاص لأعطيك التفاصيل كاملة."
الأخطاء التي تُفسد الإعلانات حتى لو كان لديك منتج ممتاز، فإن هذه الأخطاء قد تُجهض كل جهودك
- التركيز على مواصفات الكورس بدلًا من نتائجه
الناس لا يشترون فيديوهات، بل يشترون تغيّرات في حياتهم
- استخدام لغة مدرسية أو رسمية أكثر من اللازم
تحدث بلغة قريبة من العميل، دون ابتذال.
- البيع المباشر من أول إعلان
هذا مثل أن تطلب الزواج من أول لقاء
- إغراق العميل بمعلومات كثيرة
التبسيط هو السر
نموذج ثلاثي للإعلانات الفعّالة
كل كورس يمكن الترويج له من خلال ثلاث مراحل إعلان ذكية
1. إعلان الوعي (Awareness)
- الهدف: جذب الانتباه
- المحتوى: قصة، صدمة، معلومة نادرة
2. إعلان القيمة (Consideration)
- الهدف: رفع مستوى الثقة
- المحتوى: عرض نتائج، مراجعات عملاء، جزء من محتوى الكورس
3. إعلان التحفيز (Conversion)
- الهدف: دفع العميل للشراء
- المحتوى: عرض خاص، مدة محدودة، مكافأة إضافية
ماذا تفعل إن لم يتفاعل أحد مع إعلانك؟
قبل أن تستنتج أن الكورس لا يُباع، راجع الآتي
- هل العنوان مشوّق؟
- هل تبدأ بفكرة مثيرة للاهتمام؟
- هل أوضحت الفائدة الحقيقية؟
- هل دعوت العميل للتواصل بشكل مباشر وواضح؟
- هل راجعت جودة الفيديو أو الصورة المصاحبة للإعلان؟
أحيانًا، تعديل بسيط في أول 5 ثوانٍ من الفيديو كفيل بمضاعفة النتائج.
قالب عملي لكتابة إعلان مبيعات
استخدم هذا القالب الجاهز:
"هل أنت [صفة العميل] وتعاني من [المشكلة]؟
أنا كنت مثلك تمامًا.
جربت [الحلول التقليدية]، ولم تنجح.
لكن حين بدأت بـ [اسم طريقتك/كورسك]، تغير كل شيء.
لهذا صممت هذا الكورس الذي سيساعدك على [النتيجة].
ارسل كلمة (جاهز) في الخاص الآن، وسأرسل لك التفاصيل."-
عوامل خارج الإعلان تؤثر في المبيعات
:حتى وإن كتبت إعلانًا قويًا، لا تنس هذه العوامل
- صفحة الهبوط: هل تبدو احترافية؟ هل تبني ثقة؟
- طريقة الرد على الرسائل: هل تشعر العميل بالاهتمام أم بالبرود؟
- تصميم الكورس نفسه: هل يبدو جذابًا من اللحظة الأولى؟
الإعلان هو البداية فقط. التجربة الكاملة هي ما يصنع القرار.
السر الحقيقي للإعلانات التي تبيع
الإعلانات الناجحة غالبًا لا تكون الأذكى، بل الأكثر صدقًا.
إذا تمكنت من الدخول إلى عقل عميلك، وشعوره، وحياته…
ووصفت له ما يشعر به بدقة، ثم قدمت حلاً واقعيًا وملهمًا،
فأنت لا تبيعه كورسًا، بل تبيعه “أملًا بحياة أفضل”.
:الخاتمة
الترويج الرقمي للكورسات لم يعد لعبة أرقام فقط، بل أصبح فنًّا قائمًا على فهم النفس البشرية، وصياغة الرسائل بذكاء
في المرة القادمة التي تنشئ فيها إعلانًا، تذكّر
- أن العميل يشتري الأمل، لا الفيديوهات
- أن الإعلان الجيد يبني علاقة، لا يطلب نقودًا
- وأن إعلانًا واحدًا مكتوبًا بوعي… قد يساوي شهورًا من المحاولات العشوائية
ابدأ من هنا… وأعد تشكيل أسلوبك في البيع.